٣٦ ـ حسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمّـد.
قال الذهبي في تاريخه : من أولاد إسحاق بن جعفر بن محمّـد بن علي بن الحسين ، الشريف أبو علي الحسيني الإسحاقي الحلبي الشيعي ..
نقيب مدينة حلب ، ورئيسها ، ووجهها ، وعالمها ، ورأس الشيعة ووجاههم ، ووالد النقيب السـيّد أبي الحسن علي ، ولد له علي هذا سنة اثنتين وتسـعين وخمسـمائة ؛ وولي النقابة في الأيام الظاهرية بحلب بعد سـنة ستّـمائة.
وكان أبو علي عارفاً بالقراءات ، وفقه الشيعة ، والحديث والآداب والتواريخ ، وله النظم والنثر ، وكان صدراً مُحتشماً ، وافرَ العقل ، حسنَ الخَلْق والخُلق ، وفصيحاً مفوّهاً ، صاحب ديانة وتعبّد ، ولي كتابة الإنشاء للملك الظاهر غازي ، ثمّ أنف من ذلك واستعفى ، وأقبل على الاشتغال والتلاوة ، ثمّ نُفّذ رسولاً إلى العراق ، ومرّة إلى سلطان الروم ، ومرّة إلى صاحب إربل ، فلمّا تُوُفّي الظاهر طُلب لوزارة ولده العزيز ، فاستعفى.
وحجَّ في سنة تسع عشرة ، ولقيَتْه هدايا الملوك : فنفّذ إليه الملك الأشرف موسى من الرقّة خِلْعةً له ولأولاده ودوابَّ وأربعة آلاف درهم ، ونفّذ إليه صاحب آمِد هديّة ، وصاحب ماردين هَديّة ، وتَلقّاه صاحب الموصل لؤلؤ بنفسه ، وحمل إليه الإقامات ، وخَلَع عليه وعلى أولاده ، واحتُرم في بغداد وتُلُقّي ، ولمّا رَجَع من الحجّ مرض وتمادت به العِلّة ، ثمّ لحقه ذرْبٌ ومات.
قال ابن أبي طيّ : فُجِع بموته الصديق والعدوّ ، والقريب والبعيد ، وكان للناس به وبجاهه نفعٌ عظيم ، وكان كما قال الشاعر :