لا يكون إلا في الأسماء ، أو ليفرق بينها وبين ما قد يكون من الحروف اسما نحو الكاف في قول الأعشى: [البسيط].
أتنتهون ولا ينهى ذوي شطط |
|
كالطّعن يذهب فيه الزيت والفتل |
وحذفت الألف من بسم الله في الخط اختصارا وتخفيفا لكثرة الاستعمال. واختلف النحاة إذا كتب «باسم الرحمن وباسم القاهر» فقال الكسائي وسعيد الأخفش : «يحذف الألف». وقال يحيى بن زياد : «لا تحذف إلا مع بسم الله فقط ، لأن الاستعمال إنما كثر فيه».
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : فأما في غير اسم الله تعالى فلا خلاف في ثبوت الألف.
واسم أصله سمو بكسر السين أو سمو بضمها ، وهو عند البصريين مشتق من السمو. يقال : سما يسمو ، فعلى هذا تضم السين في قولك سمو ويقال : سمي يسمى فعلى هذا تكسر ، وحذفت الواو من سمو ، وكسرت السين من سم ، كما قال الشاعر : [الرجز].
باسم الذي في كلّ سورة سمه
وسكنت السين من بسم اعتلالا على غير قياس ، وإنما استدل على هذا الأصل الذي ذكرناه بقولهم في التصغير سمّي ، وفي الجمع أسماء ، وفي جمع الجمع أسامي.
وقال الكوفيون : أصل اسم وسم من السمة ، وهي العلامة. لأن الاسم علامة لمن وضع له ، وحذفت فاؤه اعتلالا على غير قياس ، والتصغير والجمع المذكوران يردان هذا المذهب الكوفي. وأما المعنى فيه فجيد لولا ما يلزمهم من أن يقال في التصغير وسيم ، وفي الجمع أوسام ، لأن التصغير والجمع يردان الأشياء إلى أصولها. وقد ذكر بعض المفسرين في هذا الموضع الاسم والمسمى هل هما واحد؟
وقال الطبري رحمهالله : إنه ليس بموضع للمسألة ، وأنحى في خطبته على المتكلمين في هذه المسألة ونحوها ، ولكن بحسب ما قد تدوول القول فيها ، فلنقل إن الاسم كزيد وأسد وفرس قد يرد في الكلام ويراد به الذات ، كقولك زيد قائم والأسد شجاع ، وقد يراد به التسمية ذاتها ، كقولك أسد ثلاثة أحرف ، ففي الأول يقال الاسم هو المسمى بمعنى يراد به المسمى وفي الثاني لا يراد به المسمى. ومن الورود الأول قولك يا رحمن اغفر لي ، وقوله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ) [الرحمن : ١] ومن الورود الثاني قولك : الرحمن وصف لله تعالى. وأما اسم الذي هو ألف وسين وميم ، فقد يجري في لغة العرب مجرى الذات. يقال : ذات ، ونفس ، واسم ، وعين ، بمعنى. وعلى هذا حمل أكثر أهل العلم قوله تعالى :
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى : ١] وقوله تعالى : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) [الرحمن : ٧٨]. وقوله تعالى : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) [يوسف : ٤٠]. وعضدوا ذلك بقول لبيد : [الطويل].
إلى الحول ثمّ اسم السلام عليكما |
|
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر |