باب ما ورد عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعن الصحابة ،
وعن نبهاء العلماء ، في فضل القرآن المجيد
وصورة الاعتصام به
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم ، قيل : فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال : كتاب الله تعالى ، فيه نبأ من قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو فصل ليس بالهزل ، من تركه تجبرا قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، ونوره المبين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تتشعب معه الآراء ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يمله الأتقياء ، من علم علمه سبق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم».
قال أنس بن مالك في تفسير قوله تعالى : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) [البقرة : ٢٥٦ ، لقمان : ٢٢]. قال : هي القرآن.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن».
وقال عليهالسلام : «اتلوا هذا القرآن ، فإن الله يأجركم بالحرف منه عشر حسنات ، أما إني لا أقول «الم» حرف ، ولكن الألف حرف ، واللام حرف ، والميم حرف».
وروي عنه عليهالسلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض : «أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ، إنه لن تعمى أبصاركم ، ولن تضل قلوبكم ، ولن تزل أقدامكم ، ولن تقصر أيديكم ، كتاب الله سبب بينكم وبينه ، طرفه بيده ، وطرفه بأيديكم ، فاعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، ألا وعترتي ، وأهل بيتي ، هو الثقل الآخر ، فلا تسبعوهم فتهلكوا».
وقيل لجعفر بن محمد الصادق : لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منها ، والقرآن لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني ، كما هو حجة على أهل الدهر الأول ، فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا ولأن كل امرئ في نفسه متى أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوما غضة ، وليس هذا كله في الشعر والخطب.
وقيل لمحمد بن سعيد : ما هذا الترديد للقصص في القرآن؟ فقال : ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ في الاعتبار.
وروي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من قرأ القرآن فرأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظم الله».