ويشرح الزمخشرى المزية المعنوية فى أسلوب التمثيل فى الآية (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، قالُوا بَلى شَهِدْنا) (١) [الأعراف ـ ١٧٢] ويبين المزية المعنوية فى أسلوب التمثيل فى الآية (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (٢) [الدخان ـ ٢٩] إلى غيرهما من آيات تحتوى على أسلوب التمثيل (٣).
التعبيرات النفسية :
التعبيرات النفسية صورة من صور البيان القرآنى المتعددة ، ونريد به الأسلوب الذى يستوحيه الزمخشرى أحاسيس وخلجات نفسية يقول مثلا فى الآية التى تتحدث عن الزانى والزانية (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [النور ـ ٢] من باب التهييج وإلهاب الغضب لله ودينه (٤) ويقول فى الآية (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [البقرة ـ ١٤٧] ونهيه عن الامتراء. وجلّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يكون ممتريا من باب التهييج لزيادة الثبات والطمأنينة وأن يكون لطفا لغيره (٥).
وهذه معان يستوحيها من الآية (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً) [الأنبياء ـ ١١] واردة عن غضب شديد ، ومنادية على سخط عظيم ، لأن القصم أفظع الكسر ، وهو الكسر الذى يبين تلاؤم الأجزاء بخلاف القصم وأراد بالقرية أهلها ولذلك وصفها بالظلم (٦). إلى غيرها من آيات (٧).
البيان القرآنى وأسلوب الشعر :
والبيان القرآنى ـ وهو نمط من بيان العرب ـ يجرى أحيانا على أسلوب الشعر يجرى عليه فى مساءلة الرسوم : يقول الزمخشرى فى الآية (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ
__________________
(١) نفس المصدر ـ ١ / ٣٥٩.
(٢) نفس المصدر ـ ٢ / ٣٦١.
(٣) نفس المصدر ـ ١ / ٣٣ و ٢ / ٣٩٨ و ٤٠٥ و ٤٤٩.
(٤) الزمخشرى ـ الكشاف ـ ٢ / ٨٢.
(٥) نفس المصدر ـ ١ / ١٤٩.
(٦) نفس المصدر ـ ٢ / ٤١.
(٧) نفس المصدر ـ ٢ / ٨٧ و ٢ / ٢٧٢.