فصاحة للفظ وحدة (١). لأنه لا يتصوّر أن يكون بين اللفظين تفاضل فى الدلالة حتى تكون هذه أدل على معناها التى وضعت له من صاحبتها على ما هى. موسومة به حتى يقال أن (رجلا) أدل على معناه من (فرس) على ما سمى به (٢).
ولا يجوز أيضا أن يكون الإعجاز فى معانى الألفاظ المفردة : يقول فى ذلك «واعلم أن الداء الدّوىّ ، الذى أعيى أمره فى هذا الباب ، غلط من قدّم الشعر بمعناه ، وأقل الاحتفاظ باللفظ وجعل لا يعطي المزية ـ أن هو أعطى ـ إلا ما فضل عن المعنى ، يقول : ما فى اللفظ لو لا المعنى؟ وهل الكلام إلا بمعناه؟» فأنت تراه لا يقدم شعرا حتى يكون قد أودع حكمه وأدبا ، واشتمل على تشبيه غريب ومعنى نادر ، فإن مال إلى اللفظ شيئا ورأى أن ينحله بعض الفضيلة لم يعرف غير الاستعارة (٣).
ولا يجوز أن يكون هذا الوصف فى تركيب الحركات والسكنات : حتى كان الذى بان به القرآن من الوصف فى سبيل بينونة بحور الشعر بعضها من بعض ، لأنه يخرج إلى ما تعاطاه مسيلمة من الحماقة فى «إنا أعطيناك الجماهر ، فصلّ لربك وجاهر ، والطاحنات طحنا ...» (٤).
وليس الإعجاز فى المقاطع والفواصل : لأنه أيضا ليس بأكثر من التعويل على مراعاة وزن ، وإنما الفواصل فى الآى كالقوافى فى الشعر» (٥).
وليست الاستعارة سببا أصلا فى الأعجاز ، لأن ذلك يؤدى إلى أن يكون الإعجاز فى آى معدودة فى مواضع من السور الطوال مخصوصة (٦).
وليس الإعجاز فى غريب القرآن : لأنه محال أن يدخل ذلك فى الإعجاز ،
__________________
(١) نفس المصدر ـ ٢٦٢.
(٢) نفس المصدر ـ ٣١.
(٣) نفس المصدر ـ ١٦٥.
(٤) الجرجانى ـ الدلائل ـ ٢٥١.
(٥) نفس المصدر والصفحة.
(٦) نفس المصدر ـ ٢٥٤.