(فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) لأن معنى التبدل أو التحوّل ، أن تهتز الثوابت التي جعلها الله بمثابة القاعدة التكوينية للنظام الكوني القائم على سنن وقوانين ، مما يسيء إلى إرادة الله ، فالسنّة تعني الثبات ، ولو كان الأمر متحولا أو متبدلا لما كان هناك سنّة في معناها الكوني .. وهذا ما يريدنا الله أن نفرّق فيه بين الإرادة المتعلقة بالحالات الطارئة للأشياء ، وبين الإرادة المتعلقة بالقوانين الثابتة في الكون ، لنواجه المسألة في نهاية الأمور ضمن هذا الاتجاه.
* * *
دراسة نتائج المستقبل بدراسة نتائج الماضي
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ممن دمرهم الله من دون أن يتمكنوا من التخلص من هذه العاقبة ، (وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) فلم تنفعهم القوّة التي قد تنفع مخلوقا قويا في مواجهة مخلوق قويّ مثله ، فتختلف موازين النتائج تبعا لاختلاف موازين القوّة ، ولكن ماذا تنفع القوّة أمام خالق القوّة الذي يملك القوى بكل عناصر قوّته ، ليذهب بها في لحظة واحدة ، فتتبخّر في الهواء ، فكيف يفكر هؤلاء الذين يقومون باستعراض قوّتهم أمامك أو أمام أنفسهم ، ليشعروا بأنهم قادرون على التمرد على الله ، وأن أمرهم سوف يعجزه ، فلا يستطيع القضاء عليهم ، ولا ردّ ما يريدون ، (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) لأنه المالك لكل ما في الوجود ، والمسيطر عليه ، فكيف يعجزه شيء منه مما لا استقلال له بذلك ، ولا قدرة له في وجوده ، بل هو خاضع لله في حركته ، ومشدود إليه بوجوده ، (إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً) يعلم كل شيء ويقدر عليه. ولكن ، كيف يكفر الناس ويستمرون في