النبيّ نذير للناس
(قُلْ) يا محمد ، لكل هؤلاء الذين يستعجلونك بالعذاب ويقترحون عليك القيام بالمعجزات الخارقة ، لا طلبا للإيمان بل تعجيزا وتحدّيا ، قل لهم ، إن ذلك كله ليس داخلا في قدرتي ، ولا في مهمّتي ، بل ذلك كله بيد الله ، فإن شاء استجاب لكل ما تطلبونه ، وإن شاء لم يستجب لأن الأمر إليه ، (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) أنذركم عذاب يوم القيامة إذا كفرتم ، وأبشّركم بثواب الله في الجنة إذا آمنتم ، ولست مسيطرا عليكم في مسألة الإيمان ، بل لكم الحرية في اختيار المصير الذي تريدون الوصول إليه ..
(فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) في ما يمثله ذلك من الالتزام الفكري والعملي بالإسلام الموحى به من الله (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لما قاموا به من خطايا طارئة ، (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) مما أعده الله لهم من أسباب النعيم في الجنة.
(وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) واجتهدوا (مُعاجِزِينَ) أي محاولين تعجيز الرسل عن إبلاغ رسالات الله عبر استخدام أساليب القهر والتعسف والاضطهاد والسخرية ، (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) ، فهم أهل النار المقيمون الدائمون فيها ، الخاضعون لعذابها ، المحترقون بنارها ، بكل ما يمثله ذلك من ذلّ وخزي وعار وهوان.
* * *