عليها ، لأنها لا تعي كل ما حولها ، ولا تملك المقدرة على الاهتمام بأي شيء سوى نفسها التي تخاف عليها السقوط تحت مؤثرات الرعب القاتل. (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) لا يعقلون أيّ شيء ، تماما كما لو كانت عقولهم قد خولطت بالخمر ، (وَما هُمْ بِسُكارى) فلم يذوقوا قطرة منها ، ولكنهم خاضعون لسكرة الذهول التي أطبقت على أفكارهم ومشاعرهم ومكامن الرؤية فيهم. (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) في ما يشاهدون ويتصورون ويتخيلون من هذه الأهوال العظام ، فيشتد الإحساس في داخلهم بالهول ، حتى ينفصلوا عن العالم كله وعن كل ما فيه من مخلوقات وأحداث.
هل فكرتم كيف تواجهون هذا الجوّ وهذا المصير ، وكيف تتخفّفون من أثقاله؟
إن الله لا يريد لكم أن تسقطوا أمام الخوف والهول ، وأن تتجمدوا عنده وتواجهوا الموقف بطريقة لا واعية ، وأن يأتي الإيمان ردّ فعل على الخوف ، بل يريد أن يكون الخوف أساسا حافزا للاهتمام الجدّي ، كمقدمة للتفكير والتأمّل ، وصولا إلى الإيمان والتقوى الشاملة في خط الله.
* * *