الكلمة المألوفة في التعبير عن الموافقة بالسماع ، في قولهم : إن فلانا يسمع الكلام ، أي يقبله.
* * *
نعمة الأنعام وأخذ العبرة منها
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً) ودرسا للإبداع الإلهي في خلقه ، وفي نعمته ، في الإبل والبقر والغنم (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) أي في بطون ما ذكر منها (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ) وهو الثفل الذي ينزل إلى الكرش والأمعاء (وَدَمٍ) في مجرى الشرايين والأوردة (لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) ، وهذا هو مكان اللبن الخارج منها الذي يقع في مؤخر البطن بين الرجلين ، ولعل اعتبار اللبن بين الفرث والدم راجع إلى مجاورته لهما ، واجتماع الجميع داخل الحيوان. أما العبرة من ذلك ، فهو أن هذا اللبن السائغ اللذيذ الخالص لم يتلوث بالفرث وبالدم ، ولم يختلط بشيء منهما ، بالرغم من مجاورته لهما ، مما يوحي بالقدرة الإلهية التي تجمع كل هذه الأشياء المتنوعة دون أن يتأثر أحدها بالآخر ، مع قربها من بعضها البعض ، ودقّة الحاجز الفاصل بينهما. وربما كان في هذا إيحاء بأن القادر على تخليص اللبن من بين فرث ودم ، لا يعجزه أن يبعث الإنسان ويحييه بعد أن صار عظاما رميما وذهبت في الأرض أجزاؤه ...
* * *
إنعام الله بأنواع الثمرات
(وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) وفي إمكانية تحول هذه الثمرات إلى شراب مسكر ، ما يدفع الإنسان إلى التفكير في القدرة الإلهية التي