(يَعْرِشُونَ) : يرفعون من الكروم والسقوف.
* * *
جولة كونية في آفاق نعم الله
وهذه جولة كونية في آفاق نعم الله التي خلقها لعباده من أجل أن تستمر بها حياتهم ، وتتلون بأنواع الملذات والمشتهيات ، ليعبدوه ، من موقع أنه الإله المنعم الواحد ، وليشكروه من مواقع هذه النعم التي لا حياة لهم بدونها. وذلك هو الأسلوب القرآني في إثارة وعي الإنسان بربه ، من خلال انفتاحه على الحياة ، حيث تتحرك خطوات العقيدة في فكره من تحسس الحياة في وجدانه ، فلا ينفصل جانب العقيدة عن جانب الحياة ، وهكذا يحس الإنسان المؤمن بحضور الله معه من خلال كل النعم التي تحيط به من كل جانب.
* * *
نعمة إنزال المطر
(وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) وكانت الأرض جرداء لا تنبت شيئا ، وميتة لا تنتج ولا تنمو فيها أيّة بذرة للحياة. حتى إذا نزل عليها المطر من السماء ، وابتلت عروقها بقطراته ، وامتلأت خزاناتها بمياهه ، دبت فيها الحياة (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها). وذلك هو سرّ تجدد الحياة بالماء ، الأمر الذي يدفع بالإنسان إلى التفكير في عظمة الله الذي أبدع الحياة في الأرض ، كما أبدعها في الإنسان (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) فيصغون بمسامع قلوبهم لما يسمعونه من دلائل القدرة ، أو لما يشاهدونه منها ، فيكون ذلك أساسا للقبول والقناعة ، لما توحيه