جنس العلم ولا من
جنس الجهل. فهذه أنواع الأعراض عندنا واختلف أصحابنا في الإعادة فأثبتها القلانسي
معنى يقوم بالمعاد ولذلك منع إعادة الأعراض وقال أبو الحسن إن الإعادة وجود الفاني
بعد عدمه مرة ثانية وأجاز إعادة الأعراض كما يجوز إعادة الأجسام. واختلفوا أيضا في
الفناء فأثبته القلانسي عرضا يقوم بالجسم الفاني فيفنى به في الحالة الثانية من
حال حدوث الفناء فيه. وزعم الجبائي وابنه أن الفناء عرض يخلقه الله عزوجل لا في محل فيفنى به جميع الأجسام وزعم أن الله تعالى غير
قادر على إفناء بعض الأجسام مع بقاء بعضها. وقال شيخنا أبو الحسن الأشعري إنّ فناء
الجسم يكون بأن لا يخلق الله فيه بقاء وأما العرض فإنما يفنى في الثاني من حالة
حدوثه لاستحالة بقائه . واختلفوا في الثقل والخفة فأنكرهما أبو الحسن الأشعري
وقال إنّ الثقيل إنما يثقل على غيره بزيادة أجزائه والخفيف يكون أخف من غيره بقلة
أجزائه وأثبت القلانسي الثقل عرضا غير الثقيل وبه قال ابن الجبائي مع نفيه كون
الخفة معنى. والرحمة عندنا إرادة الإنعام. والغضب إرادة العقاب. والمحبة والرضا إرادة
الخير بالمحبوب والمرضي. فهذا كله داخل في معنى الإرادة
المسألة السادسة من
هذا الأصل
في بيان ان الأعراض
مختلفة الأجناس
اختلفوا في هذه
المسألة فذهب أكثر مثبتي الأعراض إلى أنها أجناس مختلفة وأنها ليست من جنس الأجسام
ولا من أبعاضها وخالفهم في ذلك النظام وضرار والنجار. أما النظام فإنه قال : لا
عرض إلّا الحركة وزعم أيضا أن السكون من جنس الحركة غير أنه حركة اعتماد وزعم أيضا
أن العلوم والإرادات من جملة حركات القلوب وزعم أن كل شيء من العالم ليس بحركة فهو
جسم وأدخل الألوان والطعوم والأصوات والاستطاعة في جملة الأجسام. وزعم أيضا أن
الجسم الكثيف
__________________