إليهم. وزعم النجدات منهم أن مخالفيهم كفرة غير مشركين وعذروا بالجهالة في الفروع وأسقطوا حدّ الخمر. وقالت الميمونية من الخوارج بالقدر على مذاهب المعتزلة فصاروا خوارج قدرية. وفي أمثالهم ضرب المثل فقيل : مع كفره قدريّ. وأباحت الميمونية نكاح بنات البنات دون بنات الصلب وأنكروا سورة يوسف. وزعمت اليزيدية منهم أن الله سيبعث رسولا من العجم وينزل عليه كتابا من السماء ويكون ملّته الصابئة [المذكورة] في القرآن وينسخ بشريعته شريعة محمد صلىاللهعليهوسلم فهذه الفرقة منهم مع الميمونية في إعداد المرتدين. وسائر أصنافهم كفرة في السر ، لكن لا يتعرض لهم ما لم يتعرضوا للمسلمين ، فإن قاتلونا قاتلناهم لما روي أن عليا رضي الله عنه سمع واحدا منهم يقول : لا حكم إلّا لله ، فقال كلمة حق أريد بها باطل ، ثم قال : لكم علينا ثلاث : لا نبدؤكم بقتال ولا نمنعكم من الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله.
المسألة الثامنة من هذا الأصل
في حكم الجهمية
هؤلاء أتباع جهم بن صفوان الذي قال بالجبر وزعم : أن العباد مضطرّون إلى أنواع تصرفهم كما يضطرّ الريح إلى حركتها. ولم يثبتوا للعبد كسبا ولا استطاعة. وهذا القول وإن كان فاسدا فإنه لا يوجب عندنا تكفيرا لأنه خلاف في وصف العبد. وإنما يكفر الجهمية في شيئين : أحدهما قولهم بأن الجنة والنار تفنيان. والثاني قولهم بحدوث علم الله تعالى ، لأن هذا يوجب أن لا يكون عالما قبل حدوث علمه. ولأجل هذه البدعة قتل جهم بن صفوان بمرو قتله مسلم بن أحرز المازني مازن تميم في آخر زمان بني أميّة.
المسألة التاسعة من هذا الأصل
في حكم النجارية
هؤلاء أتباع الحسين بن محمد النجار وهم اليوم زهاء عشر فرق بالري كل