وهؤلاء الشاذانية فيهم كأهل الأهواء في المسلمين ، وجمهورهم الأكبر ربانية وبين الفريقين منهم خلاف في إباحة الخمر. وتوراة السامرة منهم خلاف توراة الجمهور الأعظم منهم في مواضع كثيرة. وادعى الجمهور الأكبر منهم تسعة عشر نبيا بعد موسى عليهالسلام وأقرّت السامرة بثلاثة منهم فحسب. وهم في النسخ على قولين منهم من يأباه عقلا ومنهم من يجيزه عقلا ويدعي تأبيد شرع موسى عليهالسلام خبرا. وكلهم ينكرون نبوّة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم إلا فرقة منهم يقال لها العيسوية فإنها أقرت بنبوّته وزعمت أنه كان مبعوثا إلى العرب دون بني إسرائيل. والصنف الثالث من أهل الجزية النصارى وهي كلها مشركة بالله تعالى ليس فيها موحّد غير أن منهم من زعم أن المسيح ابن الإله ومنهم من زعم أنه هو الإله وكلها يقول بثلاثة أقانيم جوهر واحد. وفيهم من زعم أن الاتحاد كظهور النقش في الطين والشمع. ومنهم من زعم أنه كظهور الشعاع على ما ظهر عليه. ومنهم من زعم أنه اتحاد على الحقيقة بأن صار الاثنان واحدا وكلهم من أهل الجزية. والصنف الرابع من أهل الجزية : المجوس وقد أشكل أمرهم. وقال بعض السلف إنّهم كانوا أهل كتاب فلما أحدثوا القول بصانعين أحدهما يخلق الخير والآخر يخلق الشرّ أسري (١) بكتابهم. وقال آخرون كانوا في الأصل ثنويّة من أصحاب النور والظلمة فانتقلوا إلى القول بيزدان وأهرمن واقرّوا بحدوث أهرمن ودانوا بعبادة النار ودعاهم إليها زرداشت في أيام كشتاسب وإسفنديار. فلما وقع الإشكال في أمرهم وروي عن عبد الرحمن بن عوف : أن النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ الجزية من مجوس هجر ، جعلوا في الجزية كأهل الكتاب وفي النكاح والذبيحة كأهل الأوثان. واختلفوا في دياتهم :
فقال أبو حنيفة : دية الواحد منهم كدية المسلم وأجاز قتل المسلم بالواحد من أهل الجزية.
وقال الشافعي ومالك : لا يقتل المسلم بالذمي بحال.
واختلفا في ديته : فقال مالك دية اليهودي والنصراني نصف دية المسلم وقال
__________________
(١) [أي رفع].