فيها. وعلى هذا القول كان سقراط في زمان الفلاسفة وإليه صار من القدرية أحمد بن حائط وعلي بن بانوش وهما من تلامذة النظّام ، فكل نوع من أنواع البدع والضلالة قد صار إليه قوم من القدرية.
والصنف الثالث عشر : منهم الخرمدينية الذين أباحوا كلّ ما يميل إليه الطبع من نكاح المحارم وغيرهم ومن الخمر والميت ومن كل ما فيه طيب ولذّة وأسقطوا وجوب الصلوات وسائر الفرائض وهذا دين المزدكية ، اتباع مزدك الذي قتله أنو شروان وإلى هذا القول ذهبت المنصورية من الروافض اتباع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر منهم.
والصنف الرابع عشر : منهم الباطنية وقد كانوا في الأصل مجوسا وثنوية ثم أظهر دعاتهم كعبد الله بن ميمون القداح وحمدان بن قرمط تأويل شرائع الإسلام على وفق مذاهب المجوس في أيام المأمون ودعوا إلى صانعين سمّوهما الأوّل والثاني. وهذا معنى قول الثنوية بالنور والظلمة ومعنى قول المجوس بيزدان واهرمن وهم الآن شر أصناف الكفرة وأعظمهم على المسلمين بلاء.
والصنف الخامس عشر : منهم البراهمة الذين أقرّوا معنا بحدوث العالم وتوحيد صانعه وعدله وحكمته غير أنهم انكروا النبوّات والشرائع وأثبتوا تكليف المعرفة من جهة خواطر العقول وزعموا أن الله تعالى إنما كلّف العباد أن يعرفوه بعقولهم وأن يشكروه على نعمه عليهم وأن لا يظلم بعضهم بعضا وحرّموا ذبح البهائم وإيلامها بلا ذنب وقالوا إنّ إيلام الله تعالى لها في الدنيا لأجل عوض يوصله إليها في الآخرة. فهؤلاء أصناف الكفرة الذين لا يقبل منهم الجزية ولا يحلّ ذبائحهم ولا نكاح نسائهم وينظر فيهم فإن كان بعضهم في دار الإسلام استتيب فإن تاب وإلّا قتل وإن كان في دار منيعة فحكمه حكم أهل الحرب دون أهل الذمة وكذلك حكم الثنوية القائلة بقدم النور والظلمة من المانوية والديصانية والمرقونية وكذلك عبدة الأصنام المنحوتة والأوثان المصوغة ولا دية ولا قصاص ولا كفارة على من قتل واحدا منهم.