رءوس الناس ويكتمون دينهم إلّا ممن كان منهم ويأخذون إنسانا فيغمسونه في الزيت أياما فينخلع رأسه مع عروقه عن بدنه فيعبدون ذلك الرأس. وقيل إن قوما منهم بحران وآخرين بآذربيجان وأمرهم مكتوم عن العامة.
والصنف العاشر : منهم الذين عبدوا الملائكة وهم فريقان أحدهما قوم من الهند كانوا في زمان يوذاسف الهندي ثم نقلهم يوذاسف إلى عبادة الأصنام. والفريق الثاني منهم قوم من العرب في الجاهلية زعموا أن الملائكة بنات الله فعبدوها لتشفع لهم إلى الله وأنزل الله فيهم : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) (١) وقال أيضا : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) (٢) وقال أيضا : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى) (٣)
والصنف الحادي عشر : منهم الحلولية الذين عبدوا كل صورة حسنة بدعواهم أن الإله قد حلّ فيه ، كما حكي عن أبي حلمان الدمشقي. وفيهم من قال إنّ روح الله قد حلّ في بعض [الصور] فاتخذوه إلها. ومن غلاة الروافض من زعم أن روح الله حلّ في الأنبياء ثم في الأئمة وفيهم من ادعى ذلك في بيان بن سمعان التميمي وفيهم من ادعاه في أبي الخطاب الأسدي وفيهم من قال بذلك في أبي مسلم صاحب دولة بني العباس ومن هذه الطائفة كان المقنع بما وراء النهر ثم ادعى في نفسه مثل هذه الدعوى وزعم أن روح الإله انتقل إليه من أبي مسلم.
والمبيضة الذين بما وراء النهر في جبال إيلاق على هذا المذهب وهم يستحلون الميتة وذوات المحارم وكل منهم يستمتع بامرأة صاحبه ، ليس لهم في ذلك غيرة ولا حميّة.
والصنف الثاني عشر : منهم أهل التناسخ الذين زعموا أن الأرواح تنتقل في الأجساد ويكون ثوابها وعقابها في قوالب سوى القوالب التي أطاعت أو عصت
__________________
(١) [سورة النحل آية ٥٧].
(٢) [سورة الإسراء آية ٤٠].
(٣) [سورة النجم آية ٢٧].