ووقوع الفتنة فيه. وعليّ هو الإمام حقّا على رغم الفوطي واتباعه.
المسألة الثانية من هذا الأصل
في حال نصب الإمام
قال أصحابنا بوجوب نصب الإمام في كل حال لا يكون فيها إمام ظاهر ووجوب طاعته إن كان ظاهرا ولم يجيزوا أن يأتي على الناس زمان فيه إمام واجب الطاعة وهو غائب غير ظاهر. وأجازت الروافض غيبته عن جميع الناس وأوجبوا انتظاره ولم يجيزوا نصب إمام في حال انتظارهم من ينتظرونه. وافترقوا في ذلك فرقا : فرقة من الزيدية ينتظرون محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب (١) ويزعمون أنه حيّ لم يمت وقد تواتر الخبر في قتله بالمدينة في أيام المنصور. وفرقة منهم ينتظرون محمد بن القاسم صاحب الطالقان. وفرقة منهم ينتظرون يحيى بن عمر ، صاحب الكوفة في أيام الطاهرية ، مع تواتر الخبر بقتله. والكيسانية من الروافض ينتظرون محمد بن الحنفية ويزعمون أنه لم يمت وأنه بجبل رضوى إلى أن يأذن الله له بالخروج. وفرقة من الإمامية ينتظرون جعفر بن محمد الصادق ويزعمون أنه لم يمت وهؤلاء يعرفون بالياءوسية. وقوم منهم يقال لهم المباركية ينتظرون محمد بن اسماعيل بن جعفر ولا يصدقون بموته. وفرقة منهم ينتظرون موسى بن جعفر وهم يشاهدون مشهده ببغداد. وفرقة منهم ينتظرون محمد بن علي بن موسى وهم على انتظاره من وقت المأمون إلى يومنا هذا. وجميع المنتظرين منهم لمن انتظروه اليوم في حيرة من الدين لدعواهم أن القرآن والسنن قد وقع فيهما تحريف وتبديل ولا يعرف منهما تحقيق أحكام الشريعة على التفصيل إلا من عند الإمام المعصوم إذا ظهر. ويدّعون أنهم اليوم في التيه وكفاهم بهذا خزيا.
__________________
(١) قتل لثنتي عشرة ليلة من رمضان سنة خمس واربعين وله اثنتان وخمسون سنة وقبره بالبقيع مشهور.