معرفة الله تعالى ، فإن ذلك طاعة ممن استدل عليه قبل معرفته به لأنه مأمور بذلك. وأجاز أبو الهذيل من الكافر كثيرا من الطاعات مع جهلة بالله عزوجل. وقال أصحابنا أن مخالفينا من القدرية والخوارج والرافضة والجهمية والنجارية والجسمية (١) لا يصح لأحد منهم طاعة لله عزوجل لأنهم يقصدون بما يزعمون أنها طاعات معبود ليس هو الإله عندنا. وقلنا للجبائي إذا زعمت أن الطاعة موافقة الإرادة فقد يحصل من مخالفيك كثير مما أراد الله عزوجل منهم فوجب عليك أن يكون مخالفوك مطيعين لله عزوجل. ونحن نقول إنّ الطاعة موافقة الأمر وليس شيء من أفعالك وأفعال أهل الأهواء عندنا موافقا لأمر الله عزوجل على الوجه الذي أمر به ولذلك لم يكن أحد منكم مطيعا لله تعالى.
المسألة الثالثة عشرة من هذا الأصل
في بيان أقسام الطاعات والمعاصي
الطاعات عندنا أقسام : أعلاها يصير بها المطيع عند الله مؤمنا وتكون عاقبته لأجلها الجنة إن مات عليها. وهي معرفة أصول الدين في العدل والتوحيد والوعد والوعيد والنبوّات والكرامات ومعرفة أركان شريعة الإسلام وبهذه المعرفة يخرج عن الكفر.
والقسم الثاني : إظهار ما ذكرناه باللسان مرّة واحدة وبه يسلم من الجزية والقتال والسبي والاسترقاق وبه تحل المناكحة واستحلال الذبيحة والموارثة والدفن في مقابر المسلمين والصلاة عليه وخلفه.
والقسم الثالث : إقامة الفرائض واجتناب الكبائر وبه يسلم من دخول النار ويصير به مقبول الشهادة.
والقسم الرابع : منها زيادة النوافل وبها يكون له الزيادة في الكرامة والولاية.
والمعاصي أيضا أقسام : قسم منها كفر محض كعقد القلب على ما يضادّ
__________________
(١) [والمجسمة].