منهم : إن المعرفة بالله وكتبه ورسله اكتساب عن [غير نظر] واستدلال ، فيمن اعتقد الحق تقليدا : فمنهم من قال إنه فاسق بتركه النظر والاستدلال فالفاسق عندهم لا مؤمن ولا كافر. ومنهم من زعم إنه كافر لم يصح توبته عن كفره لتركه بعض فروضه. وزعم أبو هاشم أن الكافر لو اعتقد جميع أركان دين الإسلام واعتقد جميع أصول أبي هاشم وعرف دليل كل أصل له ، إلا أصلا واحدا جهل دليله ، من أصول العدل والتوحيد عنده فهو كافر ومقلدوه كلهم كفرة عنده. وهو صادق عندنا في هذا وإن كان كاذبا في أصوله.
المسألة السادسة من هذا الأصل
في إيمان الأطفال
اختلفوا في وقت وجوب الإيمان : فزعم من قال باكتساب المعارف ، من المعتزلة ، إن وقت وجوب الإيمان وقت صحته فكل من صح [منه] الإيمان وجب عليه الإيمان وذلك عند تمام العقل الذي صح معه الاستدلال المؤدي إلى المعرفة وليس البلوغ شرطا فيه. ثم إن النظام والاسكافي وجعفر بن حرب قالوا واجب على من خلقه الله عاقلا ورأى نفسه وغيره من العالم ، أن يعلم أن له وللعالم صانعا. ثم إن خطر بباله بعد ذلك هل صانعه جسم أم لا ، هل يجوز أن يرى أم لا ، أو هل له شبه أم لا ، أو هل خلق الخلق لمنفعة أو لا ، فعليه بعده النظر والاستدلال وإن خطر بباله هل لصانعه أن يعاقبه إن عصاه وهل له أن يديم عقابه أم لا؟ فعليه أن يجيز ذلك ولا يقطع عليه. وقال جعفر بن مبشر بمثل قول النظام في جميع ذلك إلّا في الوعيد فإنه أوجب على المفكّر أن يعلم أنّه إن عصى ربه ولم يعرفه عاقبه دائما. وزعم أنّ دوام الوعيد يعرف بالعقل. وقال بشر بن المعتمر بوجوب المعرفة والإيمان على العاقل من غير خاطر ، إلا أنه أوجب النظر والاستدلال في المعرفة. وقال أبو العباس القلانسي ومن تبعه من أصحابنا بوجوب المعارف العقلية على العاقل من جهة العقل. وقال شيخنا أبو الحسن وضرار وبشر بن غياث : وقت صحة الإيمان والمعرفة وقت كمال العقل ووقت وجوبهما عند اجتماع العقل والبلوغ ولا