المسألة التاسعة من هذا الأصل
في دوام الجنة والنار وما فيهما من نعيم وعذاب
أجمع أهل السنة وكل من سلف من أخيار الأمة على دوام بقاء الجنة والنار وعلى دوام نعيم أهل الجنة ودوام عذاب الكفرة في النار. وزعم قوم من الجهمية أن الجنة والنار تفنيان. وزعم أبو الهذيل أن أهل الجنة والنار ينتهون إلى حال يبقون فيها خمودا ساكنين سكونا دائما لا يقدر الله تعالى حينئذ على شيء من الأفعال ولا يملك لهم حينئذ ضرا ولا نفعا. وكفاه بدعواه فناء مقدورات الله تعالى خزيا مع تكذيبه إياه في قوله : (أُكُلُها دائِمٌ) (١).
المسألة العاشرة من هذا الأصل
في أن الله تعالى خالق نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار
أجمعت الأمة قبل معتمر والجاحظ أن الله تعالى يخلق لذّات أهل الجنة وآلام أهل النار. وزعم معتمر أنه ليس شيء من الأعراض فعلا لله تعالى وإنما الأعراض من فعل الأجسام إما طباعا وإما اختيارا. ولا يخلق الله ألما ولا لذة ولا صحة ولا سقما ولا شيئا من الأعراض. وزعم الجاحظ أن الله تعالى لا يعذب أحدا بالنار ولا يدخل أحدا النار وإنما النار تجذب أهلها إلى نفسها بطبعها وتمسكهم على التأبيد بطبعها. وهذا القول يوجب انقطاع الرغبة إلى الله تعالى في الإنقاذ منها. لا أنقذ الله منها من قال بذلك.
المسألة الحادية عشرة من هذا الأصل
في أن الله تعالى قادر على أن يزيد في نعيم ،
أهل الجنة وعلى أن يزيد في عذاب ، أهل النار
قالت الأمة بأسرها قبل طبة النظام أن الله تعالى قادر على أن يزيد في نعيم أهل الجنة وعلى أن يزيد في عذاب أهل النار أكثر مما قضاه لكل صنف منهم. وزعم
__________________
(١) سورة الرعد آية ٣٥.