والحيوانات المؤذية القبيحة المناظر يحشر إلى جهنم زيادة في عذاب أهلها من غير أن ينالها في أنفسها العذاب. وعلى هذا الأصل ينبغي أن يحصل ما حسنت صورته وكان مؤذيا وما قبح منظره وكان نافعا بين الباب والدار لا في الجنة ولا في النار.
المسألة السابعة من هذا الأصل
في أن الإعادة ، هل هي واجبة أم لا
قال أصحابنا : إنّها من طريق العقل جائزة ومن طريق الخبر واجبة. وزعم المدعون للأصلح من القدرية مع الكرّامية أنها واجبة على الله تعالى من طريق العقول للتفرقة بين المحسن والمسيء بالثواب والعقاب. فقلنا للقدرية إذا جاز تعجيل الثواب والعقاب قبل الموت فلو عجلهما سقط وجوب الإعادة. وقلنا للكرّامية إذا جاز عندنا وعندكم العفو عن جميع العصاة بطل وجوب الإعادة لأجل العقاب والثواب حتى لو ابتدأ الله بأمثالها جاز ولو كان الثواب واجبا عليه ولم يكن فضلا منه لم يستحق به شكرا وإسقاط شكر الله على الثواب كفر. فما يؤدي إليه مثله.
المسألة الثامنة من هذا الأصل
في خلق الجنة والنار
وهما عندنا مخلوقتان. وزعمت الضرارية والجهمية وطائفة من القدرية أنهما غير مخلوقتين فإن آدم عليهالسلام إنما كان في جنة من بساتين الدنيا وقال الكعبي : يجوز أن تكونا مخلوقتين ويجوز أن تكونا غير مخلوقتين وإن كانتا مخلوقتين جاز فناؤهما وإعادتهما في القيامة ولا يجوز فناؤهما بعد [دخول] أهلهما. ودليلنا على وجودهما إخبار الله تعالى عن الجنة أنها أعدت للمتقين وعن النار أنها أعدت للكافرين. ويدل على وجودهما ما تواترت به الأخبار ، التي كفرت القدرية بها ، في قصة المعراج وسائر ما ورد في صفات الجنة والنار.