البلدان التي
يدخلها الناس مع تواتر الأخبار عنها [و] إنكار أبويه وإن عرفهما بتواتر الأخبار
عنها. وهذا ما لا محيص له منه.
المسألة العاشرة من
هذا الأصل
في بيان معجزة كل نبي
على التفصيل
كانت معجزة آدم عليهالسلام علمه بالأسماء من غير درس ولا قراءة كتاب.
وكانت معجزة نوح
الطوفان وخلاصه منه. ومعجزة هود الريح وما كان من شأنها مع قوم عاد. ومعجزة صالح
الناقة والصحيحة التي دمرت على القوم. ومعجزة إبراهيم عليهالسلام النجاة من النار. ومعجزة موسى اليد البيضاء وقلب العصا حية
وحل العقدة من لسانه وسائر الآيات التسع التي كانت له. ومعجزة داود تليين الحديد
له. ومعجزة سليمان الريح وتسخير الجن والشياطين له. ومعجزة عيسى إحياء الموتى وإبراء
الأكمه والأبرص ونحو ذلك. وكذلك كل نبي له معجزة مخصوصة. واجتمعت لنبينا محمد صلىاللهعليهوسلم جميع وجوه المعجزات التي تفرقت في الأنبياء كما بيناها في
كتاب الموازنة بين الأنبياء.
المسألة الحادية عشرة
من هذا الأصل
في نبوة موسى ومعجزته
كل من أقر بشريعة
من الشرائع أقر بموسى وبنبوته عليهالسلام. وزعم ماني أن موسى كان من رسل شياطين الظلمة وأقر بنبوة
عيسى عليهالسلام. وليس لماني من المقدار ما يناظر لأجله في النبوات مع وقوع
الخلاف معه في توحيد الصانع وفي حدوث الأجسام. ومن خالف في الأصل لم يناظر في
فرعه. على أنه لا ينفصل من قول من قال في عيسى مثل قوله في موسى. ومعجزات موسى
الآيات التسع التي نطق بها القرآن. وتواتر الخبر عنها كتواتر الخبر عن ظهور موسى
ودعوته. ومن ادعى أن ذلك الذي ظهر عليه كان سحرا أو مخرقة كمن ادعى مثل هذه
الدعاوى في معجزات عيسى عليهالسلام.