المسألة الثانية عشرة من هذا الأصل
في نبوة عيسى ومعجزاته
وإنما يناظر في هذه المسألة اليهود المنكرون مع إقرارهم بنبوة من قبله.
والعلم بمعجزاته من الطرق التي علم بها معجزات موسى. ومن طعن في التواتر عن معجزات عيسى كمن طعن في التواتر عن معجزات موسى عليهالسلام. والنقل في أن عيسى ظهر له إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص والمشي على الماء كالنقل في فلق البحر لموسى وقلب العصا حية له ونحو ذلك. ومن ادعى في أحدهما السحر كمن ادعاه في الآخر مع عدم النقل في المعارضة.
المسألة الثالثة عشرة من هذا الأصل
في معجزات نبينا صلىاللهعليهوسلم
إن معجزات نبيّنا صلىاللهعليهوسلم في الأعداد كثيرة الأمداد. فمنها بشارات الأنبياء به قبله ولذلك أذعن له جماعة من أحبار أهل الكتاب مثل كعب الأحبار (١) ووهب بن منبه (٢) وقبلهما عبد الله بن سلام (٣) وقبله بحيرا الراهب ثم النجاشي وقبله سيف بن ذي يزن. ولسماع شأنه من أهل الكتاب آمن به العيسوية من اليهود ، غير أنهم شكوا في بعثه إلى بني إسرائيل. ومنها الرجوم بالنجوم عند قرب بعثته وذلك كان سبب إسلام قوم من الكهنة. ومنها انشقاق القمر بدعوته وفي ذلك نزل قوله تعالى :
__________________
(١) هو عالم الكتاب والآثار كعب الأحبار ، أسلم زمن أبي بكر وروى عن عمر رضي الله عنه.
توفي سنة خمس وثلاثين للهجرة ..
(٢) هو أبو عبد الله وهب بن منبه الصنعاني من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى الى اليمن ، روى عن ابن عباس قيل وابي هريرة وغيره من الصحابة وولى القضاء لعمر بن عبد العزيز وكان شديد الاعتناء بكتب الأولين وأخبار الأمم وقصصهم بحيث كان يشبه بكعب الأحبار في زمانه ، توفي بصنعاء سنة أربع عشرة ومائة للهجرة.
(٣) هو عبد الله بن سلام الاسرائيلي حليف الأنصار من سبط يوسف بن يعقوب وقصة إسلامه مشهورة في الصحاح وشهد له النبي صلىاللهعليهوسلم بالجنة وهو المراد عن بعض المفسرين بقوله تعالى (ومن عنده علم الكتاب) وقوله تعالى (وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله). توفي سنة ثلاث وأربعين للهجرة ..