الله عزوجل عند التحدي بها معجز لمن يتحدى بمثله وهو متعذر عليه أو ممنوع منه وإن صح أن يقدر عليه غيره من الخلق كالملائكة ، فلا يكون [معجزا] لهم. وهذا من قولهم مبني على التولد وهو عندنا باطل. وليس لأحد من الجن والملائكة قدرة على فعل يفعله في غيره.
المسألة الثالثة من هذا الأصل
في بيان ما يحتاج النبي إليه من المعجزة
النبي لا بدّ له من إظهار معجزة تدل على صدقه. فإذا أتى بها وبان لقومه وجه الإعجاز فيها لزمهم تصديقه وطاعته ولم يكن لهم مطالبته بمعجزة أخرى. فإن طالبوه بأخرى فإن شاء الله عزوجل أظهر الأخرى تأكيدا للحجة عليهم وإن شاء عاقبهم على ترك الإيمان بمن قد دلت المعجزة على صدقه. والمعجزة الواحدة كافية في الدلالة على صدقه ومن لم يؤمن به بعدها استحق العقاب.
المسألة الرابعة من هذا الأصل
في بيان من يجوز ظهور المعجزة عليه
كل من كان صادقا في دعوى النبوة فجائز ظهور معجزة تدل على صدقه. وكل كاذب في دعوى النبوة لا يجوز ظهور معجزة التصديق عليه ويجوز معجزة ظهور التكذيب عليه. وذلك بأن يدعي المتنبي الكاذب أن معجزته نطق إصبعه أو نطق شجرة من الأشجار فينطق الله تعالى ما ادعى الكاذب نطقه بتكذيبه أو نطق عليه خلاف دعواه. مثل أن يدعي أن الله تعالى يخرج له من جوف الحجر أسدا يفترس منكر نبوته فيخرج الله تعالى أسدا يفترس ذلك المدعي ويقتله. أو يظهر عليه أمرا ينقض العادة ويقدر بعض خصومه على معارضته بمثلها في حال دعواه فيها فيعلم بذلك إنه كاذب في دعواه الرسالة. هذا كله في دعوى النبوة. فأما من يدعي الربوبية فإن صورته دالة على حدوثه وعلى كذبه في دعواه فلا يضر العباد ظهور ما ينقض العادة عليه ، كما روي من قصة الدجال وما يظهر عليه في آخر الزمان من