خالطته (١). ويبدو أن اللبس : فيه معنى التعمية التي تسبب اختلاط الأمور واضطراب الناس واختلافهم.
(شِيَعاً) : قوى مختلفة الأهواء ، لا يجمعهم أمر واحد وقضية واحدة وولاء واحد بل أمور متباينة ، وقضايا متضاربة وولاءات متعاكسة.
والتشيّع : هو الاتباع على وجه التدين ، والولاء للمتبوع ، والشيعة صارت في العرف اسما لمتّبعي أمير المؤمنين علي عليهالسلام على سبيل الاعتقاد لإمامته بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل من الإمامية والزيدية وغيرهم ، ولا يقع إطلاق هذه اللفظة على غيرهم من المتبعين سواء كان متبوعهم محقا أو مبطلا إلا أن يسقط عنه لام التعريف ويضاف بلفظ من للتبعيض ، فيقال: هؤلاء شيعة بني العباس أو شيعة بني فلان ، كذا جاء في مجمع البيان (٢). وقال صاحب المنار : لمادة شيع ثلاثة معان أصيلة في اللغة ، أحدها : الانتشار والتفرق ، ومنه : شاع وأشاع الخبر. وثانيها : الاتباع والدعوة إليه. وثالثها : التقوية والتهيج.
وكل هذه المعاني ظاهرة في الشيع والأحزاب المتفرقة بالخلافة.
(يَبْعَثَ) : يرسل ويوجه ، وأصله من إثارة الشيء وتوجيهه. قال صاحب الميزان : في لفظه شيء من الإقامة والإنهاض (٣).
(بَأْسَ) : البأس : الشدة والمكروه ، ويطلق على الحرب.
(يَفْقَهُونَ) : الفقه ـ كما قال الراغب ـ هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد ، فهو أخص من العلم (٤).
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٤ ، ص : ٣٩٢.
(٢) مجمع البيان ، ج : ٤ ، ص : ٣٩٢ ـ ٣٩٣.
(٣) تفسير الميزان ، ج : ٧ ، ص : ١٣٩.
(٤) مفردات الراغب ، ص : ٣٩٨.