آفاق الخلود وامتداداته ، (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) فقد أطاعوا الله في حياتهم فنالوا رضاه بذلك ، وقد عاشوا الشعور الدائم بالاطمئنان لقضاء الله وقدره ، فهم راضون عند الشدة ، وراضون عند الرخاء ، وهم مرتاحون للعافية ، كما هم مرتاحون للبلاء ، لأنّهم يعرفون ، من موقع إيمانهم ، أنّ الله لا يقضي لهم إلّا بما يصلح أمرهم ويرفع درجتهم. وهكذا يعيشون الرضى عن الله في الآخرة في ما يغدقه عليهم من لطفه ورحمته.
(ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الّذي لا فوز أعظم منه ، وأيّ فوز أعظم من أن يعيش الإنسان الانسجام المطلق مع الله في الدنيا والآخرة ، انسجاما تعبق أجواؤه بالروحيّة الفيّاضة الّتي تغمر القلب والشعور معا ، بالمحبة المتبادلة بينهم وبين الله ، هذه المحبة الّتي تمثّل السعادة ، كل السعادة ، والفوز ، كل الفوز ، في الدنيا والآخرة.
* * *
لله ملك السموات والأرض
(لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) تلك هي الحقيقة الّتي تفرض نفسها على الكون والحياة ، وتحدد للإنسان موقعه في أجواء العبوديّة المطلقة أمام الألوهيّة المطلقة ، فلله الملك كلّه وللإنسان الحاجة كلّها ، التي تربطه بالله في كل شيء ، لتعطيه الغنى من الله في كل شيء.
وتلك هي قصة الإسلام في كل مجالاته الروحيّة والعمليّة ، وتلك هي قصة الإنسان في الحياة ، في انطلاقته في رحاب الله. والحمد لله رب العالمين.
* * *