قوله : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥] ، والنفس أيضا ذات الشيء الذي يخبر عنه ، كقولهم : فعل ذلك فلان نفسه ، والنفس أيضا : الإرادة ... والنفس : الغيب ، يقال : إني لأعلم نفس فلان أي غيبه ، وعلى هذا تأويل الآية ، ويقال : النفس أيضا : العقوبة ، وعليه حمل بعضهم قوله تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) [آل عمران : ٢٨](١).
والظاهر أنّ بعض هذه المعاني ليست للفظ بل هي من لوازم المعنى وايحاءاته مثل إرادة العقوبة من النفس ، فإنّ الظاهر من تحذير الله الإنسان نفسه ، ما يصدر من ذاته من العقوبة ، وكذلك الغيب ، باعتبار أنّ ما في النفس غيب بالنسبة إلى الإنسان الآخر وهكذا.
(الرَّقِيبَ) : أي الحافظ ، وأصله من الترقب وهو الانتظار ورقيب القوم حارسهم.
(شَهِيدٌ) : الشاهد لما يكون ، ويجوز أن يكون بمعنى العليم.
* * *
حوار الله وعيسى (ع) يوم القيامة
وهذا أسلوب من أساليب الحوار القرآني الّذي يراد من خلاله إعطاء الفكرة صفة القصة الّتي يدور حولها الحوار من أجل التأكيد على بعض الجوانب الحيّة فيها ، كوسيلة من وسائل إثباتها بطريقة حاسمة أو نفيها كذلك. وقد جاءت هذه الآيات لتعالج ما حدث للنصارى الّذين ينتسبون إلى
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٣ ، ص : ٣٣٣ ـ ٣٣٤.