يتحرك في إرادة متعلّق الولاية بإرادته وفاعليته في كل المساحة الولايتية الكونيّة.
وهذا المعنى ليس مستفادا من إعطاء الله لعيسى هذه القدرة الخاصة ، لأنّه لا يدل إلّا على العطيّة الخاصة في المورد الخاص من خلال حاجته إلى إظهار المعجزة للنّاس كما هي حاجة موسى عليهالسلام إليها في اليد البيضاء وتحوّل العصا إلى ثعبان ، فهي مسألة تتصل بالظروف الخاصة في الموارد الخاصة ، ولا تتصل بتحول الذات إلى ذات ، تملك ـ بالإذن الإلهي ـ قدرة عامة تتحرك في الكون لتديره بإذن الله ، بالطريقة الّتي يدير الله فيها الكون ، لا سيما وأنّ ولاية الله تامّة السببيّة في حركة التدبير الكونيّة ، فلا نقصان في ولايته في الكون ليجعل وليا له. أمّا إذا أريد من ذلك أنّ الله يوظفهم للقيام بذلك كما يوظف الملائكة بمعنى أن يكونوا وسائل للتدبير الإلهي ، فهذا مما لا دليل عليه ، بل الدليل من القرآن على خلاف ذلك.
إنّ القرآن لا يثبت للأنبياء وللأولياء ، كآصف بن برخيا ، إلّا بعض القدرات الخاصة الّتي تنتج أعمالا خاصة للحاجة إليها في عالم التحدي والكرامة ، ولم يثبت لهم أكثر من ذلك ، بل إنّه يتحدث عن نقاط الضعف البشري الّذي يتحركون به في قدراتهم المحدودة مما لا يتناسب مع فكرة أنّهم أولياء الكون من الناحية التكوينيّة. والله العالم.
النقطة الرابعة : ما معنى إيحاء الله للحواريين ، هل هو على طريقة الإيحاء للأنبياء ـ بواسطة جبرائيل ـ أو أنّ للوحي هنا معنى آخر؟ الظاهر ـ والله العالم ـ أنّ الإيحاء بمعنى الإلهام الخفي الّذي ينطلق من حركة الفطرة في النفس الّتي تنطلق في حساباتهم الإيمانيّة من الدلائل والمعطيات المتوفرة لها في دلالة الجانب الحسي على الجانب المعنوي مع بعض الألطاف الإلهيّة الروحيّة الّتي يقوي الله بها العناصر الداخليّة للإيمان للإنسان ، وربّما كان