بل هي في مقام إثارة القضيّة في حياة كل فرد من أفراد المؤمنين لتحديد دوره ومسئوليّته ، تماما كما هي الآيات الكثيرة في القرآن الّتي تطلب من المؤمنين أشياء وتنهاهم عن أشياء ، فإنّها جاءت تخاطب الأفراد بطريقة الجمع الّذي يختصر الأعداد الكثيرة بكلمة واحدة ، لتحدّد لكلّ إنسان منهم دوره بعيدا عن أدوار الآخرين في ما تتمثّل فيه من سلبيات. والله العالم.
(إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، فهذا الجزء من الآية موضوع البحث ، لا يدع مجالا للشك ، بأن الجميع سائر إلى الله ، المؤمن والكافر معا ، وأهل الضلالة معا ، وبالتالي تثبت أن جميع الطرق منتهية عند الله تعالى حيث يوفي كل من سالكيها حسابه ، حيث تتباين النتائج وتتراوح ما بين الفوز والفلاح أو الخيبة والخسران ، وذلك وفق ميزان الأعمال ، وحيث تجد كل نفس ما عملت محضرا ، وحيث من ثقلت موازينه فأمه هاوية ... وأما من خفت موازينه فهو في عيشة راضية.
* * *