كلوا الحلال الطيب
وجاءت الآية الثانية (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) ، لتثير أمام النّاس أنّ هذه الطيبات ، هي من الحلال الطيّب الّذي رزقه الله للنّاس ، وبالتالي ليس هناك من مشكلة في تناولها ، لأنّ الله الّذي رزقهم إياها ، جعلها رزقا حلالا طيبا ، والله لا يرزق الإنسان شيئا ليمنعه عنه ، إلّا في الحدود الّتي تدخل في تفاصيل الفعل والممارسة ، (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) ، فإنّ الإيمان بالله يجعل المؤمن يعيش الحضور الدائم مع الله ، والإحساس العميق بوجوده ، مما يدفعه إلى مراقبته الّتي تقوده إلى التقوى في جميع الأمور ، إذا لا معنى للإيمان بدون الالتزام والمراقبة الدائمة ، وذلك هو الخط الّذي يدعو القرآن الكريم النّاس إلى السير عليه في كل موقف من مواقف التشريع ، وفي كل موقع من مواقع الحياة ، ليكون ذلك هو الأساس الّذي يحقّق الانضباط المستمر المرتكز على قاعدة الإيمان والإسلام.
* * *