الفكرة آخر العمل ... والثواب ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله ، فيسمى الجزاء ثوابا تصوّرا أنّه هو هو ، ألا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس العمل في قوله : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) [الزلزلة : ٧] ولم يقل جزاءه. والثواب يقال في الخير والشر ، لكن الأكثر المتعارف في الخير ... وكذلك المثوبة» (١) وقد استعملت هنا في الشر ، كما استعملت في الخير ، قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ) [البقرة : ١٠٣].
(الطَّاغُوتَ) : من الطغيان وهو ـ كما قال الراغب ـ عبارة عن كل معتد وكل معبود من دون الله ، ويستعمل في الواحد والجمع (٢).
(الْإِثْمِ) : اسم للأفعال المبطئة عن الثواب أو الخير وقوله تعالى : (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) [البقرة : ٢١٩] أي في تناولهما إبطاء عن الخيرات. والفرق بين الإثم والعدوان ، أنّ الإثم الجرم كائنا ما كان ، والعدوان الظلم.
(السُّحْتَ) : السحت القشر الّذي يستأصل ، ومنه السّحت للمحظور المحرم الّذي يلزم صاحبه العار كأنّه يسحت دينه ومروءته ، قال تعالى : (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) [المائدة : ٤٢] أي لما يسحت دينهم.
(يَصْنَعُونَ) : جاء في المجمع : قيل : الصنع والعمل واحد ، وقيل : الفرق بينهما أنّ الصنع مضمّن بالجودة ، يقال : صنع الله لفلان أي أحسن إليه (٣).
* * *
__________________
(١) مفردات الراغب ، ص : ٨٠.
(٢) م. ن. ، ص : ٣١٤.
(٣) مجمع البيان ، ج : ٣ ، ص : ٢٧٠.