عبر لا بدّ منها للمسلمين
ويبقى للمسلمين الدرس العملي المتحرك في الواقع الّذي يبعث فيهم روح الوعي والحذر للفئات الأخرى الّتي تختلف معهم في الدين والقضايا الحيويّة المتصلة بالعلاقات العامّة ، فلا يستسلمون للسذاجة العاطفيّة الّتي قد تجعلهم يسقطون تحت تأثير الخوف من المستقبل ، الّذي قد يدفع الآخرين إلى الواجهة من السلطة ويرجع المسلمين إلى الخلف ، فيحاولون الارتباط بهم لحماية أنفسهم ، فيفقدون الكثير من صلابة الموقف واستقامة الخط ، في الوقت الّذي لا يحصلون فيه على شيء مما قصدوه ، بل قد يحصلون على العكس من ذلك إذا انتصر المسلمون وانهزم الكافرون. إنّ الارتباط السياسي والاقتصادي والديني بالأجانب أمر مرفوض من الإسلام نفسه ، لأنّه قد يعرض المسلمين للوقوع في التهلكة السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة ، ويؤدي بهم إلى فقدان استقلالهم وقدرتهم على تقرير مصيرهم ، وهذا ما نلاحظ في هذه الأيام من تحوّل المسلمين إلى وجود منسيّ في الواقع السياسي العالمي الّذي يقوده المستكبرون في الأرض ، فلا يسمحون لهم بحريّة الحركة في سياستهم واقتصادهم وأمنهم في قليل أو كثير.
* * *