إخوانهم بالسير في خط الأعداء (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الّذين اختاروا لأنفسهم السير في طريق الانحراف العقيدي والعملي بالتولي لغير المسلمين ، فتركهم لاختيارهم السيئ الّذي تمردوا فيه على خط الهداية الطبيعيّة والإيحائيّة الإلهيّة ، وأوكلهم إلى أنفسهم ، ولم يتدخل لإرجاعهم إلى خط الهدى بطريقة غير اعتياديّة ، لأنّ الله لا يفرض الهداية على الّذين يرفضونها بإرادتهم.
* * *
المراد من كلمة الولاية
ولكن ، ما المراد من كلمة «الولاية»؟ هل المراد بها المحبّة والمودّة؟ أو المراد بها النصرة والمعاونة؟ قد يختلف المفسرون في ذلك لأنّ الكلمة تتسع لهذا المعنى ولذاك ، كما تتسع لغيرهما ، ولكنّ الظاهر من الجو الّذي تعيش فيه الآية أنّ المراد بها العلاقة الوثيقة الّتي تمثّل لونا من ألوان الالتزام بالجماعة على أساس العوامل الذاتيّة الّتي توحي بذلك ، مما يجعل المحبة والنصرة والمعاونة بعضا من آثارها ، لا معنى من معانيها ، وهذا ما نفهمه من كلمة الموالاة الّتي تستعمل في علاقة الأمة بقيادتها ، أو ببعضها ، فإنّها تعني العلاقة الشديدة المنطلقة من خط الالتزام بالشخص أو الجماعة ، فلا يبقى هناك مجال للاختلاف المذكور ، والله العالم.
* * *
المنافقون وتولّي غير المسلمين
هذه هي القاعدة الإسلاميّة الّتي تفرض الجانب السلبي في الولاية بين