تحذير للرسول من مغبة الافتتان
(وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ) ، وذلك بالمراقبة الدائمة لكل الخلفيات الّتي تكمن وراء كلماتهم وحركاتهم ، والدراسة العميقة للتطلعات الّتي يتطلعون إليها في مواقفهم من الرسالة والرسول ، والمتابعة الواعية لكل الخطط الّتي خططوها أو يخططونها للوصول إلى غاياتهم الشريرة ، لأنّهم لا يريدون بك وبالرسالة خيرا ، انطلاقا من عصبيتهم للباطل واستعلائهم على النّاس.
إنّ من واجب الرسول الداعية إلى الله ، العامل في سبيل هداية النّاس إلى الحقّ وشموليّة سلطة الله على الواقع كله ، أن يأخذ بكل أسباب الحذر في حركته في الساحة العمليّة ، لأنّ الآخرين يخططون ويتآمرون ويتلونون بألوان مختلفة ، ليحصلوا على مآربهم وليبتعدوا بالرسول وبالداعية عن الحق الّذي أنزل من الله ، ببعض الأساليب الخادعة والوسائل المغرية ليفتنوه عن دينه وليقترب منهم ومن باطلهم.
* * *
الآثار الاجتماعية للذنوب
(فَإِنْ تَوَلَّوْا) وأعرضوا عن القبول بالحقّ الّذي تقضي به ، أو رفضوا التحاكم إليك ، فلا تحزن ولا تأس عليهم ، ولا تسقط أمام انفعالات الإحباط من خلال سلبيات الواقع ، لأنّ المسألة ليست مسألة فشلك في حركة الدعوة بالحقّ ، ولكنها مسألة انحرافهم الذاتي والفئوي عن رسالة الله ، وابتعادهم عن مصالحهم الحقيقيّة في السير على خط العدالة في حكم الله والرسول ، مما