ولذا كل من يقترف جريمة يؤاخذ بمثل عدوانه من دون زيادة أو نقيصة.
وهذا مما يحمي الضعفاء الّذين يتعرضون للقهر من قبل الأقوياء ، فإنّ الإسلام يؤاخذهم بمثل ما ارتكبوا ، وقد جاء عن الإمام عليّ عليهالسلام : «الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحقّ له ، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه» (١).
* * *
التشديد في القصاص لحفظ الأمن الاجتماعي
وإذا كان البعض يرى في تشريع القصاص قسوة وتشديدا ، فإنّ الإسلام يريد لهم أن يفكروا بالنتائج الإيجابيّة الّتي يحصل عليها المجتمع في استقراره وسلامه وأمنه وطمأنينة أفراده من هذه التشريعات ، ليقارن بينها وبين النتائج السلبيّة الّتي يتعرّض لها النّاس من خلال إهمال القصاص ، في الاهتزاز الاجتماعي ، وفي الخوف والقلق والخطر الّذي يتعرّض له الأفراد والمجتمعات مما قد يؤدي إلى الهلاك والفساد.
إنّ مشكلة الكثيرين من النّاس في حكمهم السلبي على الشرع الإسلامي أنّهم ينظرون إلى الأمور من جانب واحد ولا يدرسونها من جميع الجوانب ، ليعرفوا كيف يحركونها في موقع العقل الّذي يوازن بين المصالح والمفاسد والحسن والقبح في دراسته للأمور ، لا في مواقع العاطفة الّتي تنفتح على السطح في المشاعر والأحاسيس من دون تدقيق بالنتائج.
* * *
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ، خطبة : ٣٧ ، ص : ٨١.