تَخْتَلِفُونَ (٤٨) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ (٤٩) أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (٥٠)
* * *
معاني المفردات
(وَالرَّبَّانِيُّونَ) : جمع رباني نسبة إلى الرب ، أي يرضي الرب بأقواله وأفعاله ، وهم العلماء البصراء بسياسة الأمور وتدبير النّاس.
(وَالْأَحْبارُ) : جمع حبر ، وهو العالم ، مشتق من التحبير وهو التحسين ، فالعالم يحسّن الحسن ويقبّح القبيح. قال الفراء : أكثر ما سمعت فيه حبر بالكسر (١).
(وَقَفَّيْنا) : القفو اتباع الأثر يقال : قفاه يقفوه. والتقفية : الاتباع ، يقال : قفيته بكذا : أي أتبعته ، وإنّما سميت قافية الشعر قافية لأنّها تتبع الوزن.
(آثارِهِمْ) جمع الأثر ، وهو العلم الّذي يظهر للحس ، وآثار القوم ما أبقوا من أعمالهم ، والمأثرة المكرمة الّتي يأثرها الخلف عن السلف لأنّها علم يظهر فضله للنفس ، والأثير الكريم على القوم لأنهم يؤثرونه بالبر. ومنه الإيثار للاختيار ، فإنّها إظهار فضل أحد العملين على الآخر.
(وَمَوْعِظَةً) : الموعظة : هي الزجر عمّا يكرهه الله إلى ما يحبه والتنبيه عليه.
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٣ ، ص : ٢٤٧.