ولعلّ قيمة هذه القصة ، أو بالأحرى عرض القرآن لهذه القصة ، تتمثَّل في ما تخلقه في نفس القارئ أو السامع من تأثير نفسيّ ضد الجريمة والمجرم ، وتعاطف روحيّ مع الضحيّة ، مما يترك آثاره على السلوك الإنساني العام في ما يريد أن يقدم عليه من عمل ، أو يحكم عليه من أعمال الآخرين.
أمَّا نحن ، فنستطيع الاستفادة منها في مجالين :
١ ـ المجال التربوي ، الَّذي يعتبر القصة ووسيلة حيّة للإيضاح عند ما تتحول إلى عمل مسرحي أو ما يشبه ذلك ، وأسلوبا من أساليب التوجيه والتربية ، فقد نجد من الخير لنا ، أن نجعلها إحدى القصص الدينية التربوية الّتي نقدمها للأطفال أو للشباب ، بالأسلوب الَّذي يتناسب مع ذهنياتهم في عمليّة تصويريّة حيّة بالكلمة أو الصورة أو التمثيل.
٢ ـ استيحاء هذه القصة في وضع قصص متنوعة قريبة إلى مثل هذه الأجواء لتعالج قضيّة الجريمة والمجرم ، في أيِّ جانب من جوانبها ، سواء منها الَّذي يتمثل بالقتل ، أو بالسرقة ، أو بالزنى ، أو بالظلم والاعتداء على النّاس بشكل عام ، لأنَّ دور الأسلوب القرآني هو دور تخطيط المنهج التربوي ليسير عليه الآخرون في حركة اتِّباع أو استيحاء وإبداع ، لنكفل للعمل الإسلامي التربوي أن يعيش في أجواء القرآن فكرة وأسلوبا مستوحيا أفكاره وأساليبه في حركة العمل وفي فكره وأسلوبه.
* * *