وكانت عند أبيه خلف ، وفي فاختة بنة الأسود بن المطلب بن أسد كانت عند أمية بن خلف فخلّف عليها صفوان بن أمية ، وفي منظور بن رباب وكان خلف على مليكة بنة خارجة وكانت عند أبيه رباب بن سيار.
وفيه أخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي قال : كان الرجل إذا توفي عن امرأة كان ابنه أحق بها أن ينكحها إن شاء إن لم تكن أمه أو ينكحها من يشاء ، فلما مات أبو قيس بن الأسلت ، قام ابنه محصن فورث نكاح امرأته ولم ينفق عليها ولم يورثها من المال شيئا. فأتت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فذكرت ذلك له ، فقال : ارجعي لعل الله ينزل فيك شيئا ، فنزلت: (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ) الآية ، ونزلت : (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً).
وفيه أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يحرّمون ما حرّم الله إلا امرأة الأب والجمع بين الأختين ، فأنزل الله (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) (١).
* * *
نكاح نساء الآباء
وهذه طريقة مذمومة ، كان أهل الجاهلية يسيرون عليها في زواج الولد بامرأة أبيه ، باعتباره القائم مقام أبيه ؛ فجاءت الآية من أجل النهي عن ذلك ، واعتبارها من المحارم تنزيلا لها منزلة الأم. وقد كان الأسلوب جاريا مجرى التشديد ، تماما كما هو الأسلوب القرآني في رفض الزنى ، من حيث هو فاحشة ـ في ما تعنيه الفاحشة من العلاقة غير المشروعة ـ ومن حيث هو مقت
__________________
(١) الدر المنثور ، م : ٢ ، ص : ٤٩٦.