شرائعهم ، ثم أنزل الله التحريم بعد ذلك (١).
* * *
مناقشة نظرية داروين في أهل الإنسان
وقد يثأر في هذا المجال نقطة ثانية ، وهي أن الإنسان لم يخلق إنسانا سويا كاملا ، بل خلق في البداية حيوانا ، ثم مر في مراحل تطورية ، حتى أخذ حجم إنسانيته ومعناها ، على أساس قاعدة التطور التي قررها داروين في نظريته في (أصل الأنواع) التي حاول أن يؤكد فيها شمول النظرية لأبعد من موضوع الإنسان.
* * *
ولكننا نرفض ذلك ، من خلال وجهة النظر الإسلامية التي يمثلها القرآن الكريم ، استنادا إلى مداليل ظهور هذه الآية وغيرها من الآيات المتحدثة عن بداية الخلق ، في ما حدثنا الله عنه من خلق آدم الذي هو الأب الأول للنوع الإنساني ، في الصورة الكاملة ، من حيث الخلق والعقل والإدراك والمسؤولية التامة عن أعماله ، مما يوحي بأن إنسانيته كانت متأصلة في حركة وجوده منذ البداية. ولهذا كانت هذه النظرية منافية للنصوص الدينيّة القرآنية ، ولما ورد في السنة الشريفة ، وما اشتملت عليه من حديث بداية الخلق. هذا من ناحية إسلامية.
__________________
(١) تفسير الميزان ج : ٤ ، ص : ١٥١ ـ ١٥٢.