عما يصنعه في ماله ـ وهو حيّ ـ بينما تدل الآية على حكم المال بعد الموت فليس له مدخلية في تقسيمه ، فكيف تكون الآية جوابا عن سؤاله؟
٢ ـ إن الرواية الثانية تتضمن ثبوت حكم الإرث في نزول الآية من خلال مناسبة الشكوى التي قامت بها المرأة ، لأن أخا زوجها الميت أخذ المال كله ولم يجعل لها ولا بنتي أخيه شيئا منه ، مما ينافي الرواية الأولى ، وربما كانت الرواية الثانية أقرب إلى المضمون لنزولها في الإرث بعد الموت.
٣ ـ إن الرواية الثالثة توحي بأن آيات الإرث كانت تمثل صدمة عنيفة للذهنية التي كانت سائدة في الواقع الإسلامي الممتد في كثير من مفاهيمه من الواقع العربي الجاهلي الذي ينطلق من اعتبار مال الميت حقا لمن يحمي العائلة ويقاتل في سبيلها ويحوز الغنيمة لها ويتحمّل مسئوليتها ، باعتبار أنه هو الذي يقوم مقام الميت ويمتد في دوره ، ليستطيع بالإرث القيام بمسؤولياته التي تمثّل رعاية العائلة في كل حاجاتها. وكانت هذه الذهنية متجذرة في أفكارهم وتقاليدهم ، الأمر الذي لم يملك فيه هؤلاء أنفسهم من القيام بردّة فعل صارخة في الاعتراض على التشريع بطريقة لا شعورية أو التساؤل عن الأساس في ذلك ، باعتبار أن هذا التشريع يهزّ قاعدة التفكير الاجتماعي ليحوّله إلى اتجاه آخر وقاعدة جديدة ترتكز على أن الولد الأكبر أو الشخص المقاتل لا يمثّل أية قاعدة في حجم الواقع الحركي العائلي في الواقع الاجتماعي العام.
* * *
من أحكام الإرث
وبعد ، فهذه بعض التفاصيل التي قرّر فيها الإسلام حكم الإرث ، الذي ركزه على أساسين : النسب ، والسبب. والسبب نوعان : زوجية وولاء. وقد