كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها» (١). ثم بسط يده فقال : «ألا هل بلغت. ألا هل بلغت. ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أبلغ من سامع» (٢).
خطبته صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة : وقف على باب الكعبة ثم قال : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له. صدق الله وعده. ونصر عبده. وهزم الأحزاب وحده (٣). ألا كل مأثرة أو دم أو مال يدعى فهو تحت قدمي هاتين ، إلا سدانة البيت ، وسقاية الحاج (٤). ألا وقتل الخطأ العمد بالسوط والعصا فيه الدية مغلظة. منها أربعة خلفة في بطونها أولادها. يا معشر قريش ، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء (٥). الناس من آدم ، وآدم خلق من تراب. ثم تلا هذه الآية (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) (٦) الآية. يا معشر قريش. أو يا أهل مكة. ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم.
قال : فاذهبوا فأنتم الطلقاء».
من كان همه الآخرة جمع الله له شمله ..
خطبته صلىاللهعليهوسلم بالخيف : روى زيد بن ثابت أن النبي صلىاللهعليهوسلم خطب بالخيف من منى ، فقال : «نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها. ثم أداها إلى من لم يسمعها. فرب حامل فقه لا فقه له. ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه (٧). ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن ؛ إخلاص العمل لله ، والنصيحة لأولي الأمر ، ولزوم الجماعة. إن دعوتهم تكون من ورائه (٨). ومن كان همه الآخرة ، جمع الله له شمله ، وجعل غناه في قلبه. وأتته الدنيا وهي راغمة (٩). ومن كان همه الدنيا فرق الله أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له».
خطبة له صلىاللهعليهوسلم : رواها أبو سعيد الخدري ، رضي الله عنه. خطب بعد العصر فقال : «ألا إن الدنيا خضرة حلوة. إلا وإن الله مستخلفكم فيها ، فناظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا
__________________
(١) أحمد ٥ / ٧٣ ، والدرّ المنثور ٣ / ٢٣٥.
(٢) البخاري ١ / ٢٦ و ٣٧ ، ومسلم في الحج (٤٤٦) ، والترمذي (٨٠٩) ، والنسائي في : الحج (١١٠) ، وابن ماجة (٢٣٣ و ٢٣٤) ، وأحمد ٥ / ٤٥ ، والدارمي ٢ / ٦٨.
(٣) أحمد ٣ / ٤١٠.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) الاتحاف ٨ / ٤١٩ ، والدرّ المنثور ٦ / ٩٨.
(٦) آية (١٣) سورة الحجرات.
(٧) ابن ماجة (٢٣٠ ، ٢٣١) ، وأحمد ٤ / ٨٠.
(٨) أحمد ٣ / ٢٢٥ و ٤ / ٨٠ و ٨٢ ، والدارمي ١ / ٧٥.
(٩) الترمذي (٢٤٦٥) ، والصحيحة (٩٤٩).