للعقيدة ، وقد يتصاعد الخلاف ويتجه اتجاهات غير دقيقة ، ثم يتحول إلى أن يكون صفة لازمة للشخصية ، بحيث يفرض على الفكر أن يلاحق كل الشخصيات الدينية أو السياسية أو الاجتماعية في نطاق عمليات التفضيل الذي يراد به إرضاء الزهو الذاتي الذي يرتاح إليه الإنسان تحت تأثير الشعور بأفضلية الشخص الذي ينتمي إليه ، وقد يتطور الأمر ، فينتقل إلى البحث عن النقائص والعيوب المتمثلة في شخصية الشخص الآخر ، وقبول ما ينقل إليه منها ، وإن لم يكن ثابتا بطريقة شرعية ، وقد لا يكون لهذا كله أيّ أثر عملي في جانب العقيدة والعمل ، كما هي القضية في فكرة تفضيل نبي على آخر ، أو تفضيل إمام على نبي ، كما قد يثأر ذلك لدى بعض الفرقاء ، أو في ما يثأر من تفضيل فاطمة الزهراء عليهاالسلام على مريم أو العكس .. فإن هذا حديث لا يجني منه الخائض فيه أية فائدة على مستوى الدين أو الدنيا ، سوى إتعاب الفكر أو إرضاء الزهو الذاتي ، فإن الأنبياء السابقين قد مضوا إلى ربهم بعد أن أدوا رسالتهم كاملة غير منقوصة ؛ ونحن نؤمن بهم ، كما أمرنا الله بذلك من دون أن يكون لنا أيّ تكليف خاص متعلق بشريعتهم ، كما أننا ملزمون بالسير على شريعة الإسلام التي جاء بها نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من دون أن يكون لمنزلته بالنسبة إلى بقية الأنبياء أيّ دخل في ذلك ، وإن كنا نؤمن بالمنزلة العظمى التي جعلها الله له من خلال ملكاته وجهاده وامتداد رسالته.
إنّ علينا أن نتعلم من القرآن أسلوب التعامل مع القضايا الفكرية والعملية وكيف نجمل الأشياء التي لا تحتاج إلى تفصيل ، ونفصل الأمور التي تحتاج إلى ذلك في نطاق العقيدة والعمل.
* * *