(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (١٢)
____________________________________
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ) مبتدأ وخبر (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) أى خلق من الأرض مثلهن فى العدد وقرىء مثلهن بالرفع على أنه مبتدأ ومن الأرض خبره واختلف فى كيفية طبقات الأرض قالوا الجمهور على أنها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السماء والأرض وفى كل أرض سكان من خلق الله تعالى وقال الضحاك مطبقة بعضها فوق بعض من غير فتوق بخلاف السموات قال القرطى والأول أصح لأن الأخبار دالة عليه كما روى البخارى وغيره من أن كعبا حلف بالذى فلق البحر لموسى أن صهيبا حدثه أن النبى صلىاللهعليهوسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر من فيها وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن تحت الأرضين خلق قال نعم قال فما الخلق قال إما ملائكة أو جن قال الماوردى وعلى هذا تختص دعوة الإسلام بأهل الأرض العليا دون من عداهم وإن كان فيهن من يعقل من خلق وفى مشاهدتهم السماء واستمدادهم الضوء منها قولان أحدهما أنهم يشاهدون السماء من كل جانب من أرضهم ويستمدون الضياء منها والثانى أنهم لا يشاهدون السماء وأن الله تعالى خلق لهم ضياء يشاهدونه وحكى الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما أنها سبع أرضين متفرقة بالبحار وتظل الجميع السماء (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) أى يجرى أمره وقضاؤه* بينهن وينفذ ملكه فيهن وعن قتادة فى كل سماء وفى كل أرض خلق من خلقه وأمر من أمره وقضاء من قضائه وقيل هو ما يدبر فيهن من عجائب تدبيره وقرىء ينزل الأمر (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) متعلق بخلق أو بيتنزل أو بمضمر يعمهما أى فعل ذلك لتعلموا أن من قدر على ما ذكر قادر على كل شىء (وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) لاستحالة صدور الأفاعيل المذكورة ممن ليس كذلك* ويجوز أن يكون العامل فى اللام بيان ما ذكر من الخلق وتنزل الأمر أى أوحى ذلك وبينه لتعلموا بما ذكر من الأمور التى تشاهدونها والتى تتلقونها من الوحى من عجائب المصنوعات أنه لا يخرج عن قدرته وعلمه شىء ما أصلا وقرىء ليعلموا. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الطلاق مات على سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.