(وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (١١)
____________________________________
* أى أديت وفرغ منها (فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) لإقامة مصالحكم (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) أى الربح فالأمر للإطلاق بعد الحظر وعن ابن عباس رضى الله عنهما لم يؤمروا بطلب شىء من الدنيا إنما هو عيادة المرضى وحضور الجنائز وزيارة أخ فى الله وعن الحسن وسعيد بن المسيب طلب العلم وقيل* صلاة التطوع (وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً) ذكرا كثيرا أو زمانا كثيرا ولا تخصوا ذكره تعالى بالصلاة (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) كى تفوزوا بخير الدارين (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها) روى أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء شديد فقدم دحية بن خليفة بتجارة من زيت الشام والنبى عليه الصلاة والسلام يخطب يوم الجمعة فقاموا إليه خشية أن يسبقوا إليه فما بقى معه عليه الصلاة والسلام إلا ثمانية وقيل أحد عشر وقيل إثنا عشر وقيل أربعون فقال عليه الصلاة والسلام والذى نفس محمد بيده لو خرجوا جميعا لأضرم الله عليهم الوادى نارا وكانوا إذا أقبلت العير استقبلوها بالطبل والتصفيق وهو المراد باللهو وتخصيص التجارة برجع الضمير لأنها المقصودة أو لأن الإنفضاض للتجارة مع الحاجة إليها والانتفاع بها إذا كان مذموما فما ظنك بالإنفضاض إلى اللهو وهو المذموم فى نفسه وقيل تقديره إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا انفضوا إليه فحذف الثانى لدلالة الأول عليه وقرىء* إليهما (وَتَرَكُوكَ قائِماً) أى على المنبر (قُلْ ما عِنْدَ اللهِ) من الثواب (خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) فإن* ذلك نفع محقق مخلد بخلاف ما فيهما من النفع المتوهم (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) فإليه اسعوا ومنه اطلبوا الرزق. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الجمعة أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة ومن لم يأتها فى أمصار المسلمين.