ثمّ إنّ وقوع مقتل العباس عليه السلام عند شاطئ النهر ـ كما قال ابن عِنَبة (١) أوضح في الدلالة على قيامة بهذه المهمّة الخطيرة والمصيرية والمأساوية في عرصة كربلاء.
أبو قِرْبة :
قال ابن إدريس : يسمّيه أهل النسب «أبا قِرْبة» (٢).
لُقِّبَ عليه السلام بهذا ؛ لأنّه حمل القِرْبة يستسقي بها للحسين وأصحابه ، ولقد تكرّر ذكر «القِرْبة» في أحاديث السيرة الحسينيّة ، وفي المواقِف الّتي وقفها العَبّاس خاصّة.
وقد قُرِنَ هذا اللقب بلقب «السقّاء» في الموارد الّتي ذكر فيها كما سبق.
وقال ابن طباطبا : لقبه السقّاء أبو قِرْبة (٣).
وقال الديار بكري : العبّاس الأكبر ، ويدعى «السقّاء» ويكنّى «أبا قربة» وكان صاحب راية الحسين يوم كربلاء (٤).
و«القِرْبَةُ» هي الوعاء من جُلود الحيوانات ، تحوى فيها المائعات ، ويحملها السقّاؤون للماء عادةً (٥).
__________________
(١) عمدة الطالب (ص ٣٥٦).
(٢) السرائر (٢ / ٤٩٤) طبعة الموسوعة.
(٣) منتقلة الطالبية (ص ٢٦١).
(٤) تاريخ الخميس (١ / ٢٨٤).
(٥) لاحظ المعجم الوسيط (قرب) (ص ٧٢٣).