فقال الحسين : اللّهمّ اقتله عطشاً ولا تغفر له أبداً (١).
فمات [ابن حصين] بالعطش ، كان يشرب حتّى يبغر فما يروى ، فما زال ذاك دأبه حتّى لَفَظَ نَفْسَه.
قالوا : وورد كتاب ابن زياد على عمر بن سعد : أنِ امنع الحسين وأصحابه الماء ، فلا يذوقوا منه حُسْوَة ، كما فعلوا بالتّقيّ عثمان بن عفّان!!!.
فلمّا ورد على عمر بن سعد ذلك ؛ أمر عمرو بن الحجّاج أن يسير في خمسمائة راكب ، فيَنيخ على الشّريعة ، ويحولوا بين الحسين وأصحابه ، وبين الماء ، وذلك قبل مقتله بثلاثة أيّام ، فمكث أصحاب الحسين عَطاشى (٢).
قال أبو مخنف : حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حُميد بن مسلم الأزديّ ، قال : جاء من عُبيد الله بنِ زياد كتابلإ إلى عمر بن سعد : أمّا بعد ، فحُلْ بين الحسين وأصحابه وبين الماء ، ولا يذوقوا منه قطرة ، كما صُنع بالتّقيّ الزّكيّ المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفّان.
قال : فبعث عمرُ بن سعد عمرَو بن الحجّاج على خمسمائة فارس ، فنزلوا على الشريعة ، وحالوا بين حسين وأصحابه وبين الماء أن يُسقَوا منه قطرة.
وذلك قبل قتل الحسين بثلاث.
قال : ونازَلَه عَبْد الله بن أبي حُصين الأزديّ ـ وعِداده في بَجيلة ـ
__________________
(١) أُنظر : الكامل لابن الأثير (٤ / ٥٣ ـ ٥٤).
(٢) أُنظر : الكامل لابن الأثير (٤ / ٥٣ ـ ٥٤).