وأمّا الجدُّ الأعلى
: عَدْنانُ :
فَقَدْ قال المسعوديّ : إنّما سُمّيَ «عدنان»
من العَدْنِ ، وهو الإقامة ، لأنّ الله أقام ملائكةً لحفظه ، وذلك لأنّ أعين الإنس
والجنّ كانت إليه مصروفةً ، وأرادوا قتلَهُ ، وقالوا : «لئن تركنا هذا الغلام حتّى
يدرك مدارك الرجال ليخرجنّ من ظهره من يسود الناس» فوكّل الله به من يحفظه (فَنَشَأ
أحْسَنَ أهلِ زمانِه خَلْقاً وخُلُقاً) .
وهو أوّل من وضع أنصاب الحرم ، وَكَسا
الكعبة
وهو أصلُ العَدْنانيّة كلّهم ، ومنه تفرّقت شعوبهم وقبائلهم ، وعلى عهده اجتاح
بُخْتَنُصَّرُ بلاد العرب وشتّتهم ، وعلى يد ابنِهِ مَعَدّ استعاد مجد أبيه وقومه .
هؤلاء هم آباءُ أبي
الفَضْلِ العَبّاس عليه السلام :
فتراهم قد توارثوا الشرفَ والمجدَ
والفضيلةَ خَلَفاً عن سَلَفٍ وهم على ما نعتقده نحن الإماميّة الاثني عشريّة : كلّهم
مؤمنون موحّدون ، على ملّة أبيهم إبراهيم النَبِيّ صلّى الله على نبيّنا وآله
وعليه. بل كانوا من الصدّيقين ،
__________________