وأمّا العَبّاس (١) الخطيبُ الفصيحُ ابن الحسن بن عُبَيْد الله بن العَبّاس ـ وكان بليغاً فصيحاً شاعراً. قال أبو نصر البخاري : ما رُئِيَ هاشميّ أعضبَ لِساناً منه ، وكان مكيناً عند الرشيد ـ : فأعقب من أربعة رجال ، وهم : أحمد ، وعُبَيْد الله ، وعليّ ، وعَبْد الله ؛ كذا قال شيخنا العُمَريّ.
وقال أبو نصر البخاري : العقب منهم لعَبْد الله بن العَبّاس الأغرّ ، والباقون من أولاده انقرضوا أو درجوا.
وكان عَبْد الله بن العَبّاس شاعراً بهيجاً فصيحاً خطيباً ، له تقدّمٌ عند المأمون. وقال المأمونُ لمّا سمع بموته : «استوى الناس بعدك يابن عبّاس» ومشى في جنازته ، وكان يُسمّيه : «الشيخ ابن الشيخ».
فمن ولد عَبْد الله بن العَبّاس : عَبْد الله الشاعر بن العَبّاس بن عَبْد الله المذكور ، أُمّه أفطسيّة ، ويقال له (٢) : ابن الأفطسيّة ، ومن شعره :
وإنّي لأستحْيِي أخِي أنْ أَبُرَّهُ |
|
قَريباً وأنْ أجفُوهُ وهُو بَعيدُ |
عَلَيَّ لإخواني قرينٌ من الهَوى |
|
تَبِيدُ الليالي وهوَ ليسَ يَبيدُ |
أعْقَبَ عَبْد الله ابنُ الأفطسيّة : من وَلَدِهِ : عليٍّ أبي الحسن.
وأعْقَبَ أبو الحسن عليّ : من وَلَدَيْهِ : أبي محمّد ؛ الحسن ، وأبي عَبْد الله ؛ أحمد ، ولكنّ عقب أحمد (في صح).
ومنهم : حمزة بن عَبْد الله بن العَبّاس ، أولد بطبرية.
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٢ / ١٢٦ (الزنجاني).
(٢) له ـ خ.