(وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠) وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) (٢١)
____________________________________
يسعه ومن معه من قومه فأبوا فاقتتلوا ثلاثة أيام فانهزمت جرهم ولم يفلت منهم إلا الشريد وأقام ثعلبة بمكة وما حولها فى قومه وعساكره حولا فأصابتهم الحمى فاضطروا إلى الخروج وقد رجع إليه رواده فافترقوا فرقتين فرقة توجهت نحو عمان وهم الأزد وكندة وحمير ومن يتلوهم وسار ثعلبة نحو الشأم فنزل الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بالمدينة وهم الأنصار ومضت غسان فنزلوا بالشأم وانخزعت خزاعة بمكة فأقام بها ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو لحى فولى أمر مكة وحجابة البيت ثم جاءهم أولاد إسمعيل عليهالسلام فسألوهم السكنى معهم وحولهم فأذنوا لهم فى ذلك وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن فروة بن مسيك الغطيفى سأل النبى صلىاللهعليهوسلم عن سبأ فقال صلىاللهعليهوسلم هو رجل كان له عشرة أولاد ستة منهم سكنوا اليمن وهم مذحج وكندة والأزد والأشعريون وحمير وأنمار منهم بجيلة وخثعم وأربعة منهم سكنوا الشأم وهم لخم وجذام وعاملة وغسان لما هلكت أموالهم وخربت بلادهم تفرقوا أيدى سبأ شذر مذر فنزلت طوائف منهم بالحجاز فمنهم خزاعة نزلوا بظاهر مكة ونزلت الأوس والخزرج بيثرب فكانوا أول من سكنها ثم نزل عندهم ثلاث قبائل من اليهود بنو قينقاع وبنو قريظة والنضير فحالفوا الأوس والخزرج وأقاموا عندهم ونزلت طوائف أخر منهم بالشأم وهم الذين تنصروا فيما بعد وهم غسان وعاملة ولخم وجذام وتنوخ وتغلب وغيرهم وسبأ تجمع هذه القبائل كلها والجمهور على أن جميع العرب قسمان قحطانية وعدنانية والقحطانية شعبان سبأ وحضرموت والعدنانية شعبان ربيعة ومضر وأما قضاعة* فمختلف فيها بعضهم ينسبونها إلى قحطان وبعضهم إلى عدنان والله تعالى أعلم (إِنَّ فِي ذلِكَ) أى فيما ذكر من قصتهم (لَآياتٍ) عظيمة (لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) أى شأنه الصبر عن الشهوات ودواعى الهوى وعلى مشاق الطاعات والشكر على النعم وتخصيص هؤلاء بذلك لأنهم المنتفعون بها (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) أى حقق عليهم ظنه أو وجده صادقا وقرىء بالتخفيف أى صدق فى ظنه أو صدق بظن ظنه ويجوز تعدية الفعل إليه بنفسه لأنه نوع من القول وقرىء بنصب إبليس ورفع الظن مع التشديد بمعنى وجده ظنه صادقا ومع التخفيف بمعنى قال له الصدق حين خيل له إغواءهم وبرفعهما والتخفيف على الإبدال وذلك إما ظنه بسبأ حين رأى انهماكهم فى الشهوات أو ببنى آدم حين شاهد آدم عليهالسلام قد أصغى إلى وسوسته قال إن ذريته أضعف منه عزما وقيل ظن ذلك عند إخبار الله تعالى الملائكة أنه يجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وقال لأضلنهم ولأغوينهم (فَاتَّبَعُوهُ) أى أهل سبأ أو الناس (إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) إلا فريقا هم المؤمنون لم يتبعوه على أن من بيانية وتقليلهم بالإضافة إلى الكفار أو إلا فريقا من فرق المؤمنين لم يتبعوه وهم المخلصون (وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ) أى تسلط