(سورة النمل مكية
وهى ثلاث أو أربع وتسعون آية)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (١)
____________________________________
سلمى والذين كانوا ينافحون عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويكافحون هجاة قريش وعن كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له اهجهم فو الذى نفسى بيده لهو أشد عليهم من النبل وكان يقول لحسان قل وروح القدس معك (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) تهديد شديد ووعيد أكيد لما* فى سيعلم من تهويل متعلقه وفى الذين ظلموا من الإطلاق والتعميم وفى أى منقلب ينقلبون من الإبهام والتهويل وقد قاله أبو بكر لعمر رضى الله عنهما حين عهد إليه وقرىء أى منفلت ينفلتون من الانفلات بمعنى النجاة والمعنى أن الظالمين يطمعون أن ينفلتوا من عذاب الله تعالى وسيعلمون أن ليس لهم وجه من وجوه الانفلات. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وهود وصالح وشعيب وإبراهيم وبعدد من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلىاللهعليهوسلم.
(سورة النمل مكية وهى ثلاث أو أربع وتسعون آية)
بسم الله الرحمن الرحم (طس) بالتفخيم وقرىء بالإمالة والكلام فيه كالذى مر فى نظائره من ١ الفواتح الشريفة ومحله على تقدير كونه اسما للسورة وهو الأظهر الأشهر الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أى هذا طس أى مسمى به والإشارة إليه قبل ذكره قد مر وجهها فى فاتحة سورة يونس وغيرها ورفعه بالابتداء على أن ما بعده خبره ضعيف لما ذكر هناك (تِلْكَ) إشارة إلى نفس السورة لأنها التى نوهت* بذكر اسمها لا إلى آياتها لعدم ذكرها صريحا لأن إضافتها إليها تأبى إضافتها إلى القرآن كما سيأتى وما فى اسم الإشارة من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار إليه للإيذان ببعد منزلته فى الفضل والشرف ومحله الرفع على الابتداء خبره (آياتُ الْقُرْآنِ) والجملة مستأنفة مقررة لما أفاده التسمية من نباهة شأن المسمى* والقرآن عبارة عن الكل أو عن الجميع المنزل عند نزول السورة حسبما ذكر فى فاتحة فاتحة الكتاب أى تلك السورة آيات القرآن المعروف بعلو الشأن أى بعض منه مترجم مستقل باسم خاص (وَكِتابٍ) أى كتاب عظيم الشأن (مُبِينٍ) مظهر لما فى تضاعيفه من الحكم والأحكام وأحوال الآخرة التى من جملتها الثواب* والعقاب أو لسبيل الرشد والغى أو فارق بين الحق والباطل والحلال والحرام أو ظاهر الإعجاز على أنه من أبان بمعنى بان ولقد فخم شأنه الجليل بما جمع فيه من وصف القرآنية المنبئة عن كونه بديعا فى بابه ممتازا عن غيره بالنظم المعجز كما يعرب عنه قوله تعالى (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) ووصف الكتابية المعوية عن اشتماله على صفات كمال الكتب الإلهية فكأنه كلها وقدم الوصف الأول ههنا نظرا إلى تقدم حال القرآنية على