(أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٦٤)
____________________________________
للاعتناء بالتهديد والتحذير واستدل به على أن الأمر للإيجاب فإن ترتيب العذابين على مخالفته كما يعرب عنه التحذير عن إصابتهما يوجب وجوب الامتثال به حتما (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الموجودات بأسرها خلقا وملكا وتصرفا إيجادا وإعداما بدءا وإعادة (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) أيها المكلفون من الأحوال والأوضاع التى من جملتها الموافقة والمخالفة والإخلاص والنفاق (وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ) * عطف على ما أنتم عليه أى يعلم يوم يرجع المنافقون المخالفون للأمر إليه تعالى للجزاء والعقاب وتعليق علمه تعالى بيوم رجوعهم لا يرجعهم لزيادة تحقيق علمه تعالى بذلك وغاية تقريره لما أن العلم بوقت وقوع الشىء مستلزم للعلم بوقوعه على أبلغ وجه وآكده وفيه إشعار بأن علمه تعالى لنفس رجوعهم من الظهور بحيث لا يحتاج إلى البيان قطعا ويجوز أن يكون الخطاب أيضا خاصا بالمنافقين على طريقة الالتفات وقرىء يرجعون مبنيا للفاعل (فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا) من الأعمال السيئة التى من جملتها مخالفة الأمر فيرتب عليه* ما يليق به من التوبيخ والجزاء وقد مر وجه التعبير عن الجزاء بالتنبئة فى قوله تعالى (إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) الآية (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء. عن النبى صلىاللهعليهوسلم من قرأ* سورة النور أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقى والله سبحانه وتعالى أعلم.